ناصر عجمايا
nassersadiq@hotmail.com 2008 / 10 / 2
نشرت الاستاذة الماركسية سعاد خيري مقالة في موقع الحوار المتمدن ضمن العدد 2420 بتاريخ 30-09-08 تحت عنوان الازمة العامة للرأسمالية تعيد الثقة بالماركسية وطنيا وعالميا.
يمكن للقاريء العزيز الاطلاع ادناه على نص المقالة:
الحوار المتمدن - العدد: 2420 - 2008 / 9 / 30
منذ زمن ليس بالقصير وأنا اتابع طروحات المناضلة الشيوعية التي عاصرت النضال الوطني العراقي , بكل تعقيداته , سياسيا وأجتماعيا واقتصاديا , وقرأنا عنها الكثير في الفكر والتجربة والتاريخ من خلال انتمائها الى الصف الشيوعي العراقي ومدرسته العتيدة التي خرجت كوادر مثقفة وواعية , في هضم واستيعاب الفكر الماركسي التنويري , بكل علومه الفلسفية والاجتماعية والاقتصادية وتطور الحياة علميا جدليا ديالكتيكيا تطوريا للانسان والطبيعة معا ..
انني بحق أقرأ غالبية مقالات الكاتبة سعاد , ولها رأيها الخاص , نحترمه رغم أختلافنا معها في كثير من الامور الفكرية والسياسية وخاصة حول طبيعة المرحلة المعقدة التي يمر بها وطننا , بما فيه موضوع الاحتلال وطريقة التعامل مع هذا الملف الشائك والمعقد محليا وعربيا وعالميا .. وهي حرة الراي والتفكير ولكن:
فوجئت بعنوان الموضوع اعلاه , حول الازمة الراسمالية تعيد الثقة بالماركسية وطنيا وعالميا,ولنسال الكاتبة المؤقرة , منذمتى كانت ثقتنا قليلة ام ضعيفة بالماركسية كي نعيد لها ثقتها ؟؟؟!!!
كل انسان مثقف واعي متعلم اصول العلم والمعرفة بكل خلفياتها وتشعباتها وتعقيداتها , بما فيها فلسفة الحياة عموما وتطورها اللاحق من كل النواحي يعلم جيدا ( لا حياة انسانية اجتماعية معاشية عادلة اي لا عدالة اجتماعية ولا حقوق انسانية , وحماية الطبيعة والكون والعلم والمعرفة الفكرية الحياتية بغياب الفكر الماركسي ) الذي اثبت قدرته وجبروته في حل كل المشاكل لكل الاتجاهات المرادفة للانسان والكون معا , فاسترشدت بالفكر الماركسي الرأسمالية نفسها , لديمومة وبقاء نظامها , متبنية النظام الصحي والتعليمي والضمان الاجتماعي لكل الناس في المجتمع الراسمالي , عليه طعمت النظام الراسمالي بالماركسية مرغمة نتيجة نضالات عالمية ووطنية وقومية نظرا لدور المناضلين الشيوعيين والوطنيين الديمقراطيين والماركسيين , الذين زرعوا الافكار التنويرية الماركسية في المجتمعات العالمية .
وها انت تتأكدين بقدرة الماركسية في حل المعضلان الانسانية , والاخفاقات الاقتصادية ودوراتها المتقاربة التي تمر بها والتي شخصتها وحللتها الماركسية. واليك النص المدون من مقالتك:
كما اكدت الماركسية على ان نشوء النظام الراسمالي وتطوره كضرورة موضوعية لخدمة تطور البشرية وحتمية زواله بعد انجاز دوره التاريخي، ويصبح عائقا امام تطوره. اذ لم يكن آنذاك قد اتضح ما يشكله بقاء النظام الراسمالي المتهريء من خطر على البشرية جراء غياب القيادة الثورية الذي لم يكن واردا ايضا . وكما اكدت الماركسية فان النظام الراسمالي لا يسقط تلقائيا مهما تهرأ ومهما تعاظمت مخاطره على البشرية دون تطور وعي البشرية وتطوروحدتها وتنظيمها ومقاومتها له ولجميع ادواته الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية على الصعيد الوطني والعالمي
فما رأي الكاتبة والسياسية المخضرمة لعقود عديدة , للاسف تدخل في تناقضات فكرية , بين الماركسية كفكر وفلسفة لابديل لهمامن حيث القوانين الموضوعية لديالكتيك الحياة ارضا وشعبا في الكرة الارضية , والتي تبنت كل الاحتمالات الواقعية على فكر علمي لا يمكن دحضه والتفريط به او الغائه من العدو قبل الصديق.
ومع كل هذا وذاك سعاد تعيد اليوم ثقتها بالماركسية , وهنا لابد من سوال لها:
على اية اسس كانت تناضل ولعقود من الزمن في صفوف الحزب الشيوعي العراقي . وهي كاتبة مرموقة يشهد لها ..
واليوم هي تعيد الثقة بالماركسية!!! يا لها من غرابة حقا وتعجب كبير لا محالة!!
ولنسأل كاتبتنا سعاد هل سقوط الاتحاد السوفييتي السابق هو نهاية الشيوعية ؟؟ كما يطرحه الناس الغير الملمين وليس لها فكر سياسي ويجهلون كل القوانين الموضوعية والفكرية !!
سقوط الاتحاد السوفييتي كانت حصيلة واقعية معلومة ومعروفة , للسياسيين والمفكرين , وباعتقادي , ان الحاصل هو وليد سنوات من العمل الغير السليم والصحيح في تطبيق الماركسية على الارض والواقع , والخلل ليس في الماركسية كفكر بل , في التطبيق الخاطيء والممارساة البعيدة والمتناقضة مع الماركسية , وبهذا تعافت الماركسية من مرضها العليل في الاتحاد السوفييتي التي شوهت الفكر , وهي قوية الفكر العلمي الفلسفي , المنصب في خدمة العالم ارضا وشعبا بلا استغلال .
عليه لايمكن اعادة الثقة بالماركسية اطلاقا بل هي الثقة الكاملة , من خلال قوانينها الموضوعية التي ارستها في الكون قبل منتصف القرن التاسع عشر , ولحد الآن .
لنذكر الاستاذة الكريمة بالصراع القائم بين , الطبقات المضطهدة (بفتح الهاء) والمضطهدة (كسر الهاء) , الراسمالية تحاول قدر امكانها ديمومة استغلالها,وجشعهاوكسبها المالي باي ثمن وبأي نتيجة مهما كانت سلبياتها على الناس والطبيعة , لبقائها حية بمردودات اقثتصادية عالية, لكن الفعل الاخير للوعي والثقافة الرائدة المتطورة لخدمة عموم الناس بلا غالب ولا مغلوب تلك نتائج الفكر الماركسي الخلاق لحياة وتطور البشرية.
طالما الصراع قائم فالتطور والاخفاق حاصلين في اوقات مختلفة وتباين واضح , كما في السياسة فن الممكن وليس المستحيل , وقدرات خارقة , وهي لعبة الدهاة والاذكياء , والصبر , والمنافع والمصالح , والسياسة في العراق ليست فن الممكن في خلق البديل للنظام السابق , بشكله المجرد عن الثقافة السائدة , في الغاء الآخر , والاملاءات , والتسلط , والانا , والانانية , والحب المالي باي ثمن , والاستبداد والتسلط , والجشع والاستغلال , والعيش الحرام دون الحلال , وبلا ضوابط والرشاوى العلنية , والتحزب والمحسوبية والمنسوبية , والتعامل مع الاحتلال , بفوارق ومصالح ذاتية حتى على حساب الشعب والوطن قائم وووووووووو الخ.
ولكن تبقى القوانين الموضوعية والذاتية للوعي والثقافة والحياة والتطور والتغيير كلها متواجد يفرض واقعه على الارض , بلا منازع , لان المصالح والظروف الموضوعية تفرض نفسها باي ثمن . ولكن علينا مراعاة الظروف الذاتية والموضوعية , بلا انتحار.