ليلى خالد ..عمليات خطف الطائرات
--------------------------------------------------------------------------------
سامي كليب: مرحبا بكم أعزائي المشاهدين إلى حلقة جديدة من برنامج زيارة خاصة تنقلنا هذه المرة إلى مدينة صور الجنوبية اللبنانية. عام 1969 خُطفت طائرة أميركية وفُجرت في مطار دمشق تبين أن بطلة عملية الخطف هي سيدة فلسطينية بعدها بفترة خُطفت طائرة العال الإسرائيلية ولكن قُتل أحد الخاطفَيْن ونجت الأخرى وكانت هي السيدة نفسها بعد خمسة وثلاثين عاما على خطف تلك الطائرتين نستضيف هذه السيدة إنها المناضلة الفلسطينية السيدة ليلى خالد.
هذه هي ليلى خالد في صباها جميلة لا توحي بأي شيء غير عادي وهذه ليلى خالد بطلة خطف الطائرات بنظر العرب والإرهابية بالمفهوم الغربي رغم أنها لم تقتل راكبا في خلال عمليتيْ الخطف هي خطفت وآمنت بالسلاح ليأسها من الوسائل الأخرى وليأسها من العرب.
ليلى خالد: لما انطلقت الثورة هذا حلم عند كل فلسطيني أنا عندي حلم كان إنه بدي أرجع بدنا نرجع لفلسطين وبدنا نرجع لحيفا نقعد في بيتنا ونلاقي كل شيء إحنا محرومين منه فانتظرنا الأنظمة العربية بتترجع فلسطين ما رجعت فلسطين انطلقت الثورة أنا كنت مُدرسة في هاداك الوقت في الكويت فالتحقت بالمقاومة لتحقيق أول حلم في حياتي إني أحمل السلاح عشان الطريق لفلسطين.
ذكريات الأهل والطفولة والدراسة
سامي كليب: فلسطين دائما هي الأساس رغم الأصول اللبنانية لأهل ليلى خالد وهنا في هذا الحي في حيفا الفلسطينية ولدت وهذا ما بقيا من منزل أهلها الذي كتب عليه بالعبرية إنه آيل للسقوط فماذا تحفظ ذاكرتها من منزل أهلها؟
ليلى خالد: حافظة المطبخ ودرابزين الدرج بس درابزين الدرج لأنه كنا نمسكه وقت الاشتباكات عشان ننزل بتذكر الدرابزين بس ما بتذكرش الدرج في المطبخ سمعت إمي عم بتقول بدنا نروح على صور ففي أبوي جايبلنا زنبيل تمر زنبيل هو أش ومدور وفيه تمر وأنا كنت بحب التمر فتخبيت وراه هلا إمي صارت تنادي كان الجيران يساعدوها ينزلزنا لأنه إحنا كنا يعني ستة وكنا صغار ورا بعض فدوروا علي ما لقوني صاروا ينادوا أنا كنت أسمع هذه الحاكية بتذكرها تمام لما إجوا الجيران جابوني مش إمي جابوني من فوق لأنه السيارة عم تستنى بدها تأخذنا فقلت ما بدي أروح أحسان اليهود يأخذوا التمرات اللي جابهم أبوي، بهاي اللحظة لما نزلوني نزلت قذيفة على السيارة وتفجرت فقالوا لها ما تصرخي عليها لأنها حمتكم هي يعني إمي محضرة حالها لحد ما يرحلنا بدها ترحل المرة الثانية يوم ما رحلنا بتذكر أول واحدة مسكوني إلي عشان أنزل أقعد بالسيارة فأختي كان عمرها أربعين يوم حملت علبة البودرة وعم وأمي عم بتبكي فصرت أبكي إنه اليهود أحسن يخدوا علبة البودرة اللي تبعة أختي هاي بتذكر بتذكر ساعة ما وصلنا على صور إمي وصلت عند دار خالها هون بصور البيت وبيت فيه بستان البرتقال كان بعده عالشجر فإحنا يعني ولاد صغار شفنا الهاي عند المدخل الشجر جاي عند المدخل فجينا نقطف البرتقال أمي صفعتنا على إدينا وقالت هذا البرتقال مش إلكم ما بيطلع لكم تاكلوا برتقالكم بحيفا كرهت البرتقال عشان هاي الحادثة.
سامي كليب: وفي هذه المدرسة في مدينة صيدا اللبنانية الجنوبية تعلمت بعد ما هجر أهلها من فلسطين إلى مدينة سور حيث نصور هذه الحلقة وقد حرصت ليلى خالد أثناء مجيئنا إلى هنا على أن نمر إلى المدرسة مدرسة مراهقتها فهي هنا قادت أول إضراب لمناسبة ذكرى نكبة فلسطين وهذا ما تذكرته تماما حين التقت بإحدى مدرساتها السابقات وقبل أن نغادر المدرسة راحت تبحث عن صورة تخرجها عام 1962 فحينها وقبل انتقالها إلى الجامعة الأميركية في بيروت كانت قد بدأت تتأثر بأفكار عز الدين القسام الذي تحتفظ بصورة قبره تماما كما تأثرت بأفكار وأحلام تشيغيفارا وهوشيمن وجمال عبد الناصر وغيرهم.
ليلى خالد: إحنا أول شيء بالعائلة اتصلنا بأخويا الكبير اللي كان يدرس بالجامعة الأميركية وهو انتسب لحركة القوميين العرب فأخواتي تأثروا منه نظمهم بعدين هم نظمونا أنا وأخوي اللي أكبر مني كل واحد فينا بينظم اللي بعده جو البيت بشكل عام هو جو سياسي من أي زاوية يعني أبوي لا يعمل لما طلع من فلسطين وكان مريض، إمي كل الوقت كل ما نسألها عن أي إشيء محرومين منه تقول لأنه أنتم مش بفلسطين.
سامي كليب: طبعا سننتقل بعد قليل إلى قضية خطف الطائرات ولكن في البداية أيضا ذهبتِ إلى الجامعة الأميركية ومعروف آنذاك جو الجامعة الأميركية يعني مناهض لأي عمل سياسي عمليا داخل حرم الجامعة ولكن رغم ذلك بدأ العمل السري في الجامعة واشتبكتِ مع مديرة أو عميدة الجامعة آنذاك ما الذي حصل؟
ليلى خالد: أنا كنت صرت منتسبة يعني عضو بالحركة، بحركة القوميين العرب بس الجامعة الأميركية خرّجت الدكتور جورج حبش وخرجت الدكتور وديع حداد وهاني الهندي ويعني أنا بأسميهم عمالقة العمل القومي العربي لأنه أسسوا حركة القوميين العرب هناك أخوي كمان كان هناك وانتسب للحركة من الجامعة الأميركية يعني بغض النظر أنا رحت لهناك كنت بأوزع منشور لقيت مكتوب إلي إنذار في الـ ( Box ) تبعي بالبريد أخذته ومزقته أول شيء المرة الثانية حطولي إنذار مزعته وكبيته بعدين المرة الثالثة لقيت واحد واقف عند البريد وحاطين لي إنذار فأخذته جيت أمزعه قالي لا ما تمزعيهوش شرفي معي وهو تبع الأمن بالجامعة فأخذني عند ( Teen Office ) اللي هي مسؤولة بالـ.. بتقولي أنتِ قرأتِ البطاقة تبعتكِ؟ قلت لها أه شو أنتِ بتشتغلي بتوزعي ( Pamphlets ) قلت لها أه شو يعني ( Pamphlets )؟ قالت لي بالجامعة الأميركية ما بتعرفيش شو معنى كلمة ( Pamphlets ) نادت السكرتيرة وقالت لها، قلت لها آه المنشورات يعني قلت لها شيء طبيعي طب ما أنا فلسطينية شو عم بأحكي، عم بحكي عن بلدي إن كان مناسب مش عارفة يعني أي مناسبة وزعنا منشور، أيوه بس أنتِ بتعرفي إنه بالجامعة ممنوع قلت لها لا معييش خبر عم البلا اقرئي قلت لها أه عم بأقرأ بس هذا مش سياسة هذا ما إله علاقة بالسياسة الواحد يحكي عن وطنه لا بتقولي أنتِ ( Ex-Palestinian ) أنتِ لبنانية حسب جواز سفركِ قلت لها بس أنا عربية يعني وبعدين شو على كيفكِ تقولي لي ( Ex-Palestinian )، فلسطينية ونص.
سامي كليب: ويوما ما راح آخذ محلكِ.
ليلى خالد: آه قلت لها على كل حال يوما ما راح آجي آخذ محلكِ.
حلم العودة للوطن عن طريق الكفاح المسلح
سامي كليب: من تشرد الأهل في حيفا إلى مآسي اللجوء في لبنان راحت ذاكرة ليلى خالد تحفظ صور الذل والمهانة والمرارة ومن اجتماعات القوميين العرب إلى التثقيف السياسي والتدريب العسكري صارت ليلى خالد تبني لنفسها قصورا من حلم العودة إلى أرض الوطن كانت ليلى خالد تدرك أن طريق العودة لن تمر إلا بالكفاح المسلح ولكن بانتظار ذلك لابد من البحث عن لقمة العيش لها ولأهلها والأقارب وما أن شارف شهر أيلول عام 1963 على الانتهاء حتى قصدت الكويت تعمل في التدريس هناك تابعت نضالها السياسي وتأثرت بالثورة الجزائرية وبثوار فيتنام ومن هناك شاهدت وسمعت صور وأخبار الهزيمة العربية النكراء هزيمة عام 1967 ولكنها سمعت أيضا عن استشهاد وسجن رفيقات لها.
ليلى خالد: أول شيء في الشهيدة شادية بوغزالة استشهدت وهاي كانت أول شهيدة.
سامي كليب: وأخذتِ اسمها فيما بعد.
ليلى خالد: أه بعدين في كثير عدد من البنات يعني الرفيقات دخلوا على السجون مثل رسمية عودة وعائشة عودة، فاطمة برناوي، عبلة طه، عايدة سعد كلهم بنفس التوقيت يعني فترة دخلوا الرفيقات والأخوات على السجون فأنا هيك كنت أحس إنه يعني أنا قاعدة بالكويت بأكل وبشرب وبعلم يعني عادي وهادول بيفوتوا على السجون شو عم بعمل وأقول بديش أرد لا على الجبهة ولا على غيره ما هو أصلا ما سافرناش إحنا يعني بـ 1967 مكنش في طيران جيت أنا بي 1968 رحت شوفت الدكتور وديع حداد لأني بأعرفه من قبلها فقلت له أنا رايحة على الأردن ما بدي أقعد هون أخوي كان بعده يعني عم بيدور على شغل فبيقولي لا بدكِ تبقي في الكويت حتى تنظمي عشرة بدكِ تأسسي خلايا للجبهة الشعبية وطلعت وخليني بأروح على قال ما في هذا أمر رجعت، فرجعت عشان نظمت عشرين رجعت قلت له نظمت عشرين وسلام عليكم تقبلوا ما بتقبلوش أنا رايحة.
سامي كليب: دكتور وديع حداد طبعا يعني نشاهد صورة لكِ أمام قبره في العراق ويبدو إنه كان إله تأثير كبير عليكِ يعني نذكر فقط لمن لا يعرف من هو اليوم للأسف الدكتور وديع حداد إنه كان أحد أهم مهندسي العمليات العسكرية باسم الجبهة الشعبية وانشق عن الجبهة على ما يبدو كان انشقاق حتى شكلي يعني وهو..
ليلى خالد: لا ما انشقش هو عن الجبهة.
سامي كليب: يعني عمليا صار في خلاف إعلامي والجبهة عادت وكرمته في مهرجاناتها اللاحقة ما يشير إنه لم يحصل انشقاق فعلا ولكن كان إله تأثير خاص عليكِ بالنسبة للاتجاه العسكري؟
ليلى خالد: جدا يعني خليني هيك بتلخيص شديد وديع حداد رجل ذا عقل مفكر هو مش عسكري هو طبيب بس عقله عقل جنرالات.
سامي كليب: وجورج حبش طبيب.
ليلى خالد: آه وفي نفس الوقت أنا تعلمت من وديع حداد إنه ما في إشيء اسمه مستحيل كلمة المستحيل الغوها كان يقول بعدين مسألة الإخلاص وحبه للوطن شيء عميق جدا وديناميكي إنسان بيشتغل أربعة وعشرين ساعة يعني فهيك كان يقول هذا التعبير ركبي الدواليب بدنا نركض بعدين هيك شخص فعلا القائد اللي بيتميز بصفتين رئيسيتين الصلابة والحنان.
سامي كليب: بعد الكويت العودة إلى معسكرات التدريب تحديدا في الأردن وفي لبنان.
ليلى خالد: في الأردن.
سامي كليب: بلبنان ما صار تدريب عسكري؟
ليلى خالد: آه صار من نوع آخر بس التدريب الأساسي في الأردن.
سامي كليب: كان صعب التدريب وخصوصا إنه كنتِ متجهة عمليا إلى مراحل عمل عسكري فعلي وخطف طائرات؟
ليلى خالد: لا مكنتش بعرف بخطف الطائرات ولا أي شيء أنا كنت مخططه بعقلي إنه بدي أفوت على فلسطين يعني مقدرش أوصف أنا هلا يمكن الكلمات شوية أنا بقيت ثلاثة أيام ما نمت وأنا أمشي بالمعسكر أقول معقول الحلم صار حقيقة إنه أنا ماسكة سلاح وأطلّع فيه وأبوسه أد ما أنا فرحانة ما كان يشكل عندي إنه هذا صعب لا هذا كان الحلم عم يتحقق يبدأ ألاقيه صار حلو.
خطف أول طائرة أميركية بتخطيط وديع حداد
سامي كليب: كان على ليلى خالد أن تنسى أهلها في مخيمات التدريب فالفتاة الجميلة التي قررت أن تهب روحها لفلسطين المحتلة كانت مستعدة لكل أنواع التدريب بغية تحقيق هدف العودة وهكذا وبعد التدريب الدقيق على السلاح وعمليات خطف الطائرات كلفت بالمهمة الدقيقة مهمة خطف أول طائرة أميركية وكان مهندس تلك العملية القيادي الدكتور وديع حداد الذي رسم معها بدقة تلك العملية في منزله.
ليلى خالد: أنا دخلت على البيت قعدت بالمطبخ لأنه كل غرف البيت كان مسكرة فجاء علي هو مستعجل بيعرفني طبعا وأنا بأعرفه بيقول لي أنت مستعدة تموتي قلت له آه طبعا ليش ها السؤال؟ قال لي مش هو ده السؤال مستعدة تروحي على السجن قلت له وتاكلي أكلي وأبصر شو؟ قلت له طبعا أن مش أحسن من غيري يعني قالي طيب مستعدة تخطفي طائرة أنا صرت أضحك هيك تخيلت ماسكة طائرة على كتفي وعم بركض والعالم يلاحقني، فبيقلي ليه عم تضحكي؟ قلت له يعني تخيلت إنه هيك شو بيعرفني أنا بخطف الطائرات؟ قال لي لا يعني مستعدة قلت له طبعا مستعدة طالما أي مهمة أنا بتكلف فيها بعملها قال إيه بدك تشاركي بهيك عملية بس بدك تدربي قلت له طيب تركني وراح قال طب بعدين برجع ظليتني قاعدة أستناه وبعدين شو اسمه فات وقت طلع الناس اللي موجودة في الغرفة ودخلني وقعد يقول لي ليش بدنا نعمل العملية يعني هو قعد يشرح لي ليش..