الحزب الشيوعي العراقي أحد الأحزاب السياسية اليسارية في العراق، يعتبر من الأحزاب العريقة على الساحة السياسية العراقية الذي لعب دورا مهما في التاريخ السياسي الحديث في العراق وبالرغم من معارضته لحكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين الا انه كان من الرافضين للحصار الأقتصادي الذي فرض على العراق عقب الاجتياح العراقي للكويت وعارض فكرة غزو العراق من قبل قوات التحالف في عام 2003 ولكن الحزب شارك في العملية السياسية في عراق ما بعد صدام حسين ولكنه حصل على عدد قليل من الأصوات في الأنتخابات العراقية
بدايات الحزب الشيوعي
دخلت الأفكار الماركسية إلى العراق في العقد الثاني من القرن العشرين، فقد ظهر عدد من المثقفين الذين تأثروا بالأفكار الماركسية والاتحاد السوفيتي، وجلبوا عددا من الكتب الماركسية من سوريا، وبلدان أخرى، وانكبوا على دراستها وتداولها بين عدد محدود من الأشخاص في بادئ الأمر خوفا من اكتشاف السلطة لهم. وتلا ذلك ظهور أول الحلقات الماركسية التي ضمت: حسين الرحال، عوني بكر صدقي، مصطفى علي، محمد احمد المدرس، عبد الله جدوع. وقد أصدر هؤلاء الرواد الأوائل مجلة علنية باسم الصحيفة كانت تصدر مرتين في الشهر، وقد صدر العدد الأول منها في 28 أيلول 1924، عالجت المجلة أوضاع العراق الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، وركزت هجومها على الاستعمار والإقطاع والعنصرية والطائفية. إلا أن هذه المجلة لم تدم طويلاً فقد بادرت السلطة الحاكمة إلى غلقها بسبب توجهاتها الماركسية.
وفي عام 1927 تشكلت المجموعة الماركسية الأولى في البصرة وضمت كلا من عبد الحميد الخطيب وزكريا الياس وسامي نادر مصطفى وعبد الوهاب محمود وفي عام 1928 تكونت خلية أخرى في الناصرية ضمت كلا من: يوسف سلمان (فهد) وغالي زويد واحمد جمال الدين وأصدرت منشوراً شيوعياً بخط يد فهد بعنوان "يا عمال وفلاحي البلاد العربية اتحدوا" وقد عالج المنشور الوضع السياسي في البلاد والهيمنة البريطانية. وكان المنشور موقعا باسم الحزب الشيوعي العراقي ووزع في الناصرية في كانون الأول عام 1932.
في 31/اذار/ 1934 انعقد في بغداد اجتماع تأسيسي حضره شيوعيون من مختلف انحاء العراق. واعلنوا توحيد منظماتهم في تنظيم مركزي واحد بأسم (لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار) وتم انتخاب أول لجنة مركزية، وأصبح عاصم فليح أول سكرتير للحزب والذي تغيير اسمه فيما بعد إلى الحزب الشيوعي العراقي حيث اتخذت اللجنة المركزية قراراً بإعلان اسم الحزب الشيوعي العراقي بدلاً من الاسم السابق في عام 1935.
لعب يوسف سلمان يوسف (فهد) دوراً بارزاً سواء في بناء خلايا الحزب من مدن العراق الجنوبية او في اقامة مركزه في بغداد وتأسيس الحزب حيث سافر فهد إلى موسكو عام 1935 للدراسة في جامعة كادحي الشرق، حيث بقي هناك حتى 30 كانون الثاني عام 1938، ودرس خلال وجوده هناك العلوم الماركسية وأساليب التنظيم في الحزب الشيوعي. في عام 1941 تم اختيار فهد سكرتيرا عاما للحزب الشيوعي العراقي إلى ان تم اعدامه في عام 1949.
الحزب الشيوعي العراقي و عبد الكريم قاسم
كان للحزب الشيوعي دورا بارزاً في دعم ثورة عبد الكريم قاسم عام 1958 و بحلول 1959 اصبح للحزب قاعدة جماهيرية يقدر عددها من 2.000,000 إلى 2.500,000 مما اوجس خيفة في قلب الزعيم عبد الكريم قاسم الذي قرر ان يكبح جماح نفوذ الحزب وانقسم الحزب الشيوعي بين صفوفه على احسن وسيلة للتعامل مع عبد الكريم قاسم فاقترح بعض الأعضاء على سكرتير الحزب انذاك حسين الرضي المعروف بسلام عادل بالقيام بانقلاب على قاسم بينما اقترح البعض الآخر الإستمرار في دعمه واستمرت هذه المناقشات حتى سقوط عبد الكريم قاسم في انقلاب قاده حزب البعث في 1963 وبذلك الوقت كان قاسم ناجحاً في كبح نفوذ الحزب وعندما حدث الإنقلاب كان عدد المنتمين للحزب اقل بكثير من عام 1959 و اصبحوا هدفاً للبعثيين الذي ربطوا اسم الحزب الشيوعي مع عهد عبد الكريم قاسم فوجه ضربة شديدة إلى الحزب.
الحزب الشيوعي و حزب البعث
عندما قام حزب البعث بالانقلاب الذي اطاح بحكومة عبد الكريم قاسم استهدف البعثيون الحزب الشيوعي واستمرت المعارك بين حزب البعث و افراد الحزب الشيوعي لثلاثة ايام في شوارع بغداد وقتل الكثير من الشيوعيين و من ضمنهم سكرتير الحزب سلام عادل تحت التعذيب.
في عام 1973 قام سكرتير الحزب عزيز محمد بالتوقيع على اتفاقية مع الرئيس العراقي احمد حسن البكر وانضم الحزب الشيوعي إلى الجبهة الوطنية جنباً إلى جنب مع حزب البعث ولكن الخلافات بدأت تطفوا على السطح تدريجياً بسبب ميل حزب البعث إلى الانفراد بالسلطة إلى ان تم حل الجبهة الوطنية عام 1979 واصبح الحزب الشيوعي حزبا محظورا.في عام 1993 تأسس [[الحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق].
الحزب الشيوعي والاحتلال الأمريكي
بالرغم من معارضة الحزب للغزو الأمريكي الا ان الحزب شارك في العملية السياسية حيث اصبح سكرتير الحزب حميد مجيد موسى عضوا في مجلس الحكم في العراق وشارك الحزب في الأنتخابات العراقية.تحت اسم (اتحاد الشعب)ودخل الانتخابات الثانية مع القائمة العراقية الوطنية .
طريق الشعب هي الجريدة التاطقة للحزب و لها مجلة تحت اسم الثقافة الجديدة وشعار الحزب هو وطن حر و شعب سعيد.