الرد الاحمر عضو برونزي
المساهمات : 31 تاريخ التسجيل : 07/07/2008
| موضوع: هل تجري الشمس لمستقر لها ؟؟! قصتي مع الإعجاز الأحد يوليو 13, 2008 10:41 am | |
| هل تجري الشمس لمستقر لها ؟؟! قصتي مع الإعجاز زهير سالم zohairsalem@hotmail.com الحوار المتمدن - العدد: 2028 - 2007 / 9 / 4
كنت طالباً في الصف الأول الثانوي عندما صفق طلاب المدرسة لي بحرارة شديدة، والسبب أن القرآن ( تخيلوا ) كان أسبق من كولومبوس في اكتشاف الأمريكتين ! أما كيف كان ذلك، فهو موضوع قمت بنسخه عن مجلة صفراء تدعي أن تفسير الآية ( رب المشرقين ورب المغربين ) معناه أن ثمة مشرقين للشمس وثمة مغربين، تشرق هنا فيكون الغروب هناك، أو تغرب هنا فيكون الشروق هناك !
كنت مقتنعاً بالتفسير أشد الاقتناع، وكنت أطمح إلى التعمق في دراسة القرآن كي أكتشف المزيد من العلوم، ولا أخفيكم أن قصة الارتباك الذهني حدثت معي عندما قال لي أحدهم: إذا كان القرآن قد اكتشف الأمريكتين قبل كولومبوس كما تقول، فما هو تفسير آية أخرى هي ( رب المشارق والمغارب ) ؟ وأكثر ما لفت نظري هو قصة غروب الشمس في عين حمئة مثلما ورد في سورة الكهف الآية 86 ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ). بالطبع يحاول المفسرون تفسير العين الحمئة وكأنها رؤية الرآئي للشمس وهي تغرب وراء المحيط، ثم بعد ذلك يتوه بك التفسير حول ماهية العين الحمئة فيقال أنها من طين أسود وماء، والدليل أن المقصود عيناً حقيقية وليست مجازية أن ذي القرنين وجد عندها قوماً، أي عند العين الحمئة. منذ ذلك الوقت ارتفع منسوب الشك عندي حتى وصلت بالبحث إلى الآية ( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز الحكيم ) وهي الآية 38 من سورة يس.
جميع كتب التفسير أقرت أن المقصود بجريان الشمس هو حركتها الظاهرة في القبة السماوية بالعين المجردة، ولنقرأ بعض ما جاء في تفسير القرطبي حيث ورد ( وَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ أَبِي ذَرّ قَالَ : سَأَلْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْله عَزَّ وَجَلَّ : " وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا " قَالَ : ( مُسْتَقَرُّهَا تَحْت الْعَرْشِ ) . وَفِيهِ عَنْ أَبِي ذَرّ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا : ( أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَب هَذِهِ الشَّمْس ) ؟ قَالُوا اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم , قَالَ : ( إِنَّ هَذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى مُسْتَقَرّهَا تَحْت الْعَرْش فَتَخِرُّ سَاجِدَة فَلَا تَزَال كَذَلِكَ حَتَّى يُقَال لَهَا اِرْتَفِعِي اِرْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْت فَتَرْجِع فَتُصْبِح طَالِعَة مِنْ مَطْلِعهَا ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى مُسْتَقَرّهَا تَحْت الْعَرْش فَتَخِرّ سَاجِدَة وَلَا تَزَال كَذَلِكَ حَتَّى يُقَال لَهَا اِرْتَفِعِي اِرْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْت فَتَرْجِع فَتُصْبِح طَالِعَة مِنْ مَطْلِعهَا ثُمَّ تَجْرِي لَا يَسْتَنْكِر النَّاس مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى مُسْتَقَرّهَا ذَاكَ تَحْت الْعَرْش فَيُقَال لَهَا اِرْتَفِعِي أَصْبِحِي طَالِعَة مِنْ مَغْرِبك فَتُصْبِح طَالِعَة مِنْ مَغْرِبِهَا ) ( * ) !!
فهل عرش الإله قريب من جزيرة قبرص حتى تسجد الشمس تحته ؟؟!؟ والسؤال الأهم: هل تجري الشمس حقاً عندما تشرق وتغرب أم أن الأرض هي التي تتحرك ؟؟! لا أخفيك عزيز القاريء أن تلك الآية تحديداً تسببت في إلحادي فالشمس لا تتحرك بل نحن الذين ندور، وعرش الإله ليس قيمة خرافية لا وجود لها في العلم ولا في الفلك على الإطلاق !! من يومها اقتنعت أن القرآن ليس معجزاً بل جاء بثقافات قديمة، هذا ناهيك عن عما ذكره القرآن من العفاريت والمعجزات التي لا تدخل عقل ولا يقرها قلب، مثل عصا موسى وإسراء محمد وحوت يونس و .. إلخ.
لكن ماذا نفعل وحروب الإعجاز التي يقودها زغلول النجار وأمثاله تقنع البسطاء من أن القرآن كتاب إعجازي يحتوي كل العلوم، وحرب الإشاعات المسمومة التي تدعي بأن رواد الفضاء قد سمعوا الآذان عند القمر، وماذا نصنع وحرب تفصيل الكلام على الكلام والوهم على الحقيقة مستمرة بلا انقطاع ؟!
وعود على بدء، فإن الشمس لا تجري، ولا تذهب كما قال محمد لأبي ذر، بل الأرض هي التي تدور، وهو ما كان غائباً عن ذهن محمد ساعة تأليفه للقرآن، حيث ساد المعتقد بحركة الشمس ومركزية الأرض في هندسة بطليموس وتفسير الإنجيل والتوراة، وبالطبع ها هو يرد في القرآن، ولم تتغير هذه الحقيقة حتى جاء كوبرنيكوس في القرن السادس عشر وقال بدوران الأرض حول نفسها، فثارت الكنيسة، وجاء بعدها جاليليو فأكد دوران الأرض فثارت الكنيسة مجدداً، وتوالت الاكتشافات في الفلك والرياضيات والفيزياء والكيمياء وشتى العلوم التطبيقية ( ** )، فتوالى تراجع الكنيسة حتى توارت عن الحياة نهائياً. ----------------------------- * - http://www.al-islam.com/arb/ ** انظر: " فلسفة العلم في القرن العشرين " / يمنى طريف الخولي / 2000 | |
|