حان الوقت المناسب لاستنهاض اليساريين في الشرق الاوسط (2)
يجب ان نعترف بان الواقع الذي نعيشه اليوم مزري و متخلف ، منذ مدة و لم نحس او نلمس الافكار او العقائد الا ما لدى الاصوليين او الليبراليين و هما يتنافسان و يتصارعان في الساحة و ياملان ان يقف احدهما اخيرا و يعترف انه حقق النصر النهائي على الخر، و بالفعل غابت عن العمل الفكري و السياسي و عن الصراع المحتدم طيل هذه الفترة اليسارية ، لنكن صريحين لاسبابها المعلومة الموضوعية و الذاتية الا انها لم تختف بشكل كامل ، بل انعدمت فعالياتها و حيويتها بشكل واضح، و هذا حال المنطقة باكملها لو كنا نتكلم بصدق و عقلانية و الحكمة المطلوبة، لاننا لو قيًمنا الواقع بشكل علمي دقيق سنصل الى نقطة ارتكاز صحيحة لبدء العمل في الفكر السياسي و العقيدي اليساري و هي نقطة وضاءة لنخرج من الوهم و الهباء و التحلل الذي نعيشه منذ فترة.
لو وضعنا ظروف الظروف التي ادت الى ما هو عليه اليسارية جانبا منذ انهيار الاتحاد السوفيتيو ما حلت بمنطقة الشرق الاوسط ، نتاكد ان هناك مدرستان تهيمنان على الواقع الاصلاحي الى الامس القريب من كافة الحوانب السياسية الثقافية الاعلامية، و هما الاصولية باتجاهاتها المتعددة و الليبرالية بانواعها العديدة ايضا، و تنتقد احداهما الاخرى من كافة الجوانب جوهريا و مظهريا . يضع الليبراليةن لومهم الاكبر على التعليم الديني و ظلاميته و افرازاته للارهاب و التشدد ، و يؤكدون على محاربته بكافة الوسائل، و يرون ان البديل يكمن في المنهج العلمي الحداثوي المادي ، ولا يمسون بجوهر و مكامن التراث المقدس للدين و التاريخ، و لكن يصرحون بان احكام الشريعة هي التي وضعت لزمانها و مكانها المعينين و ليست ملائمة او عابرة للتاريخ لوصولها الى يومنا هذا كما يدعي المتشددون الاصوليون،و يعتقدون بان الاصوليين هم الذين يقفون كحجر عثرة امام التقدم ، الى غير ذلك من الاعتقادات و المباديء العامة التي يخالفون بها الاصوليين. كما نعلم ان بديلهم هو اعتماد الواقع الحداثي الليبرالي الغربي مع الاحتفاظ بذاتية شعوب المنطقة المنطقية و ليست الميتافيزيقية ، و الاستعانة بالقوى الخارجية في تقرير المصير و هدفهم هوالوصول الى مرحلة المساواة بين الرجل و المراة في كافة المجالات.
و هم لا يرون التيارات القومية و العلمانية الاخرى كند لهم و كان الليبرالية هي نهاية الافكار و العقائد كما هم عليه و هم على اعتقاد بان نهاية التاريخ قد حان حتى الامس على الاقل.
اليوم بعد الازمات الخانقة و وصول شضاياها الحارقة الى منطقة الى منطقة الشرق الاوسط، و ما وصل اليه بعد فشل كل المفاهيم و الصيغ التي ارادوها لهذه المنطقة من الشرق الاوسط الكبير و الجديد ، وابعاد العولمة و التقدم التكنولوجي.
المنطقة برمتها في حال قلقة و متنقلة و تحتاج الى من يبادر في العمل الطليعي من اجل ترسيخ معتقدات و تطبيق الافكار العلمية الواقعية الحكيمة، مستفيدا من التاريخ و محللا للاوضاع بشكل دقيق. و هذا ما يحتاج الى اهم الخطوات بعد اتحاد الخيرين و هي:
1- التعاون و العمل المشترك لاصلاح الواقع على اساس خدمة الجميع و عن طريق العمل من اجل توفير العدالة الاجتماعية و المساواة و الحرية و الديموقراطية.
2- القناعة التامة بصلاحية و واقعية الافكار و العقائد التي هي في خدمة الاكثرية و يمكن تنفيذها بالوسائل العلمية.
-3محاولة الفهم و التفهم من قبل الجميع لمسببات الفقر و الفشل في التقدم و النمو في المنطقة و تراجع الافكار و المشاريع العلمية اليسارية.
4- يجب ان يتاكد الجميع ان الفكر اليساري الواقعي العلمي هو الحل بعد فشل جميع الافكار الخرى عند تطبيقها بحذافيرها من دون تاثيرات خارجية او انحرافات .
-5يجب ان يدرك الجميع بان الافكار يجب ان تنبع من المنطقة ذاتها و يمكن الاستفادة و الاستعانة بالافكار الواقعية العالمية التي اثبت التاريخ صحتها.
-6على الجميع العمل على تخطي التحديات و العواقب التي يمكن ان تقف في الطريق كحجر عثرة باساليب علمية ديموقراطية سلمية.
7- اعتماد الحداثة و الواقعية بحيث تتخطى الفكر و الاتجاهات الضيقة للتعصب او المنطقية اي الموقعية المحصورة، بل الاستناد على المباديء الانسانية التقدمية.
و بهذه الخطوات و العمل الحثيث ستبدا الامال و الامنيات و الاهداف بالانتعاش ، و ستنبثق الوسائل المهمة من الضرورات الملحة التي تفرض بنفسها ايجاد الطرق لحل المشاكل و القضايا و ازالة العوائق.