النشاط الثقافى فى الجامعات . .!!
جامعاتنا ينقصها الكثير لتفعيل دورها فى التنوير الثقافى، بعض القائمين على أمور الندوات الثقافية فى الجامعات يحبسوا تعاملاتهم عند مستوى متواضع ترسمه السلطة فى مجتمع مغلق، يحصرون دعواتهم على محاضرين من ذوى اتجاهات لا تمارس الاختلاف مع المنهج الثقافى القائم على الولاء الإدارى والسياسى للسلطة.
فى المجتمعات المغلقة، تتكالب القيادات الاجتماعية والإدارية على تحقيق مكاسبها الشخصية، تحاول أن تخفى معالم سطوتها، تنشر بين الناس تعريفات متباينة للمحرّمات، وينحشر وعىُ الجميع داخل أسوار من القداسة المزيّفة، وتتحول الجامعات إلى مدرّجات وقاعات بحث خاوية من حرية الرأى وجدل الثقافة، لا يشارك فى قاعات الثقافة العلنية غير بشر داجنين يحصلون على موافقة رجال الأمن والشرطة.
كثيرا ما يمنع مثقفون وفنانون من دخول مدرجات الجامعة فى ندوات ثقافية، رغم انهم يقعون خارج الجامعة فى مصاف نجوم تدعمهم وسائل الإعلام الحكومية وأدوات الرقابة الفنية، وهنا يثار تناقض وتطرح أسئلة، فهل الجامعة فى بلادنا مستقلة فى توجهاتها بعيدة عن كثير من أوامر السلطة؟ تدرج فى مخططاتها ندوات مفتوحة لكل طلاب المعرفة من كل التيارات، تمارس دورها فى تزكية الوعى لدى أفراد المجتمع، تجعل من مدرجاتها وقاعاتها منابر لمناقشة كل الآراء والأفكار، أم أن الجامعة فى بلادنا مجرد جهاز إدارى لا يملك حرية التفكير أو الإرادة؟ يحصر مهمته فى لصق بعض العبارات على عقول الطلاب، يفتح مدرجاته لمن يحملون أختام وتوصيات سلطات إدارية تفرض الوصاية على عقول طلاب المعرفة.
الإجابة على تلك الأسئلة يفرضها واقع متخلف يتم به تناول العمل الثقافى فى جامعاتنا، المسئولون عن إعداد الندوات الثقافية موظفون يخططون لأعمالهم بناء على معايير إدارية بحتة، يسعون معظم الوقت لتسديد خانات الولاء لقياداتهم، على أيديهم ورقابهم يدخل مدرجات الجامعة ذلك المثقف والفنان الذى يصنعه إعلام السلطة.
النشاط الثقافى فى جامعاتنا بحاجة إلى إعادة صياغة، وأول مراحل الصياغة أن يقوم على راس القيادات الثقافية بالجامعات أناس مثقفون فنانون من بين أهل الجامعة، ذلك بأن كثيرا من طلاب الجامعات ينشدون حرية الرأى وموضوعية المعرفة، يحيون الفنان والمثقف المبدع الذى يخط على لحم عقول الناس وعيا موضوعيا يفسر واقع حياتنا المعاش.