مقدمة
في تعريف الماركسية :
تعريفنا هنا للماركسية سيكون اقتباسات من عدة مصادر متاحة للقارئ العربي وسنحاول إجمال المصادر في نهاية كل حلقة .
الماركسية هي ممارسة سياسية ونظرية إجتماعية مبنية على أعمال كارل ماركس الفكرية ، وهو فيلسوف من أصول ألمانية من القرن التاسع عشر ، عالم إقتصاد ، صحفي وثوري شاركه رفيقه فريدريك إنجلز في وضع الأسس واللبنات الأولى للنظرية ، ومن بعدهم بدأ المفكرون الماركسيون في الإضافة وتطوير النظرية بالاستناد إلى الأسس التي أرسى دعائمها ماركس.
وجاء من بعد ماركس العديد من المفكرين والمناضلين عاشو حياتهم كاملة وبعضهم مات واستشهد من أجل تقديم وتطوير نظرية قادرة على تغيير العالم نحو الأفضل وبناء الغد الشيوعي الذي ينتهي فيه استغلال الإنسان للإنسان، إنها مرشد عمل, بوصلة لتحديد الإتجاه في الممارسة ..
ماهي الماركسية :
الماركسية هي القوانين الطبيعية التي تتحكم في حركة المجتمع منذ نشوء اول مجتمع انساني وفي مختلف مراحل تطور المجتمعات البشرية وستبقى تعمل طالما وجدت مجتمعات بشرية على الارض (1)
إن الماركسية نظرة علمية للعالم، وهي النظرة الوحيدة العلمية أي التي تتفق مع العلوم الاخرى التي تخبرنا أن الكون حقيقة مادية، وأن الإنسان ليس غريبا على هذه الحقيقة، وأنه يمكنه معرفتها، ومن ثم تغييرها كما تدل على ذلك النتائج العملية التي توصلت إليها مختلف العلوم.
وليست المادية الماركسية مماثلة للعلوم لأنها لا تتخصص في جانب معينا من جوانب الواقع كما تفعل العلوم بل هي تسعى لفهم العالم. (2)
ويمكننا تقسيم الماركسية لشقين أساسيين هما : المادية الجدلية والتي تعرف ب( الديالكتيك) وهي القوانين التي تحكم الطبيعة من حولنا ،اما الشق الثاني فهي المادية التاريخية وهي التي تعمل على تفسير المجتمع الانساني. والحلقات القادمة ستكون بداية مع المادية الجدلية ( الديالكتيك) ومن ثم المادية التاريخية.
الآن، لماذا نحتاج النظرية الماركسية؟
يمكننا ايجاز أسباب دراستنا للنظرية الماركسية في تفسير وتحليل ما يحدث حولنا من ظواهر وأحداث ،وذلك يشمل الأحداث السياسية والاقتصادية التي تطرأ على المجتمعات معتمدين على الأسلوب العلمي والتحليلي.
فهمنا وتحليلنا هنا يساعدنا على إيجاد الحلول والتغيير، وقد تختلف التفسيرات والتحليلات من ماركسي لآخر وذلك كله مرتبط بمدى قرب هذا الشخص من الفهم الصحيح والتحليل النظري الصحيح للحدث.
فمثلا يمكننا فهمنا للنظرية من تحليل أسباب الحرب على العراق اليوم ، صعود التيار الاسلامي في معظم الدول العربية والعمليات الإرهابية التي هزت عالمنا العربي في الشهور والأعوام الماضية ، الأسباب الحقيقة لتخلف المجتمعات العربية وعدم القدرة على الانفلات من هيمنة الدول الكبرى كما تعطينا أفقا للتعامل مع القضية الفلسطينية والصراع مع الحركة الصهيونية والموقف الامريكي منها.
كما تمكننا من معرفة مدى استغلال أصحاب المصانع والاراضي والشركات للعامل والفلاح والمواطن البسيط ، الذي لا يجد في أغلب الاحيان في واقعنا العربي غير الإذعان والخضوع للواقع المفروض عليه بحجج مختلفة تبدأ بجهله أصلا بالاستغلال الذي يقع فيه وتنتهي بعجزه أو عدم قدرته على مخالفة ماكُتب عليه .
المراجع :
1- كيف تعمل الماركسية - كريس هارمان
2- أصول الفلسفة الماركسية
3- مبادئ الشيوعية انجلز
منقول
المصدر منتدى يســاري
الآن تعريفات أخرى
مادية جدلية
ركن اساسي من أركان الفلسفة الماركسية ، و تعتمد على قوانين الدياليكتيك ، و بناها ماركس بالاستناد إلى جدلية فلسفة هيجل و مادية فلسفة فيورباخ ، و كتب حولها الكثير من الكتب و ابرز من كتب عنها كان ستالين ، و أساس الفلسفة الجدلية هو انها تعتبر ان الفكر هو نتاج المادة و المادة ليست نتاج الفكر ، ففكر الانسان نتاج مادي من عقله و ليس الانسان من نتاج الفكر ، و هو ما ينفيه الفلاسفة المثاليون .
في المادية الجدلية
من المسلم به عند الفلاسفة المثاليين و الفلاسفة الماديين أن هناك قانون السبيبة الذي ينتهي بخالق بدون مخلوق لكن الماديون يعتقدون بأولوية المادة أما المثاليين يعتقدون بأولوية الفكر أو الروح الماديون يعتمدون على الأبحاث العلمية التي تنفي زوال المادة أما المثاليون فمنهم من يقول أم المادة ليست موجودة بل هي إنعكاس لوعي الإنسان و هي غير موجودة أما الماديون فيقولون إن المادة موجودة بشكل مستقل عن وعي الإنسان و يعرفون المادة بكل ما تتحسسه حواس الإنسان الخمسة بينما يقول المثاليون ان حواس الإنسان تعكس تصورات في وعي الإنسان و هي غير موجودة في الواقع بشكل مستقل عن الوعي هذا هو ما يسمى الصراع بين الفلسفة المادية و باقي الفلسفات المثالية
لكن ماركس قام بمزاوجة مادية فيورباخ الساكنة مع مثالية هيجل الجدلية و خرج طفل جديد يسمى المادية الجدلية هي مادية بحتة بكل ما تعني الكلمة من معنى لكنها تؤمن بالتطور وفق قوانين الدياليكتيك الثلاثة و هم:
1-نفي النفي
قانون نفي النفي و هو من اهم القوانين في الفلسفة الماركسية و اسس المنطق الجدلي حيث لا يوجد شيء مادي باقي بل الحياة في تطور دائم الشتلة تنفي البذرة و السنبلة تنفي الشتلة و تعود الدائرة في تطور دائم فكل شي للزوال لا يدوم سوى المادة التي لا تفنى حسب نظرية لافوازيه
2-وحدة صراع المتناقضات
يقضي التفكير الجدلي بان المتناقضات التي تؤثر في بعضها تكون في دائرة و احدة ، فمثلا لولا الليل لما كان النهار ، و لولا الخير لما كان الشر ، و هناك في اصغر دوائر التناقض ، إما شركات في سوق واحد ، او عامل ورب عمل في معمل واحد ، و يقضي التفكير الجدلي بان المتناقضات تكون في وحدة واحدة ، و الا لما كان الصراع التطوري بالمفهوم الفلسفي طبعا و ليس اللغوي
3- تحول الكم إلى كيف
المادية الجدلية تنفي أن تكون المادة قد خلقت من العدم و تنفي أنه يمكن أن يتم نفي المادة و كانت الأبحاث العلمية في بدايتها حيث كان يستدل بقانون مصونية الطاقة و نظرية داروين لإثبات كلامهم و لكن أصبح قانون لافوازيه يتم تدريسه في الجامعات و قانون لافوازيه المنسوب للعالم الفرنسي لافوازيه ينص بأن المادة لا تخلق من العدم و لا تفنى بل تتحول من شكل إلى آخر و هو القانون الذي مازال مثبتاً حتى وقتنا الحاضر حيث أنه تم الوصول إلى عمق الذرة و نواة الذرة و لم يثبت إمكانية فناء المادة و مازالت حتى وقتنا الحاضر كافة المدارس تعلم الطلاب ان المواد الداخلة بالتفاعل تساوي المواد الخارجة من التفاعل حيث أن كافة العلوم مازالت تقف إلى جانب الفلسفة المادية
المادية الجدلية تنفي أن تكون المادة قد خلقت من العدم و تنفي أنه يمكن أن يتم نفي المادة و كانت الأبحاث العلمية في بدايتها حيث كان يستدل بقانون مصونية الطاقة و نظرية داروين لإثبات كلامهم و لكن أصبح قانون لافوازيه يتم تدريسه في الجامعات و قانون لافوازيه المنسوب للعالم الفرنسي لافوازيه ينص بأن المادة لا تخلق من العدم و لا تفنى بل تتحول من شكل إلى آخر و هو القانون الذي مازال مثبتاً حتى وقتنا الحاضر حيث أنه تم الوصول إلى عمق الذرة و نواة الذرة و لم يثبت إمكانية فناء المادة و مازالت حتى وقتنا الحاضر كافة المدارس تعلم الطلاب ان المواد الداخلة بالتفاعل تساوي المواد الخارجة من التفاعل حيث أن كافة العلوم مازالت تقف إلى جانب الفلسفة المادية
المادية التاريخية
المادية التاريخية هي نتاج تطبيق المنطق الجدلي على التطور التاريخي للمجتمع ، حيث يرى الماركسيون ان البناء الفوقي للمجتمع هو ناتج عن البناء التحتي ، و بالتالي تعتبر اخلاق المجتمع متأثرة بالعلاقات الاقتصادية ، فمثلا في بلد شيوعي لا يوجد وراثة فان الخلاف بين الاخوة على الارث غير موجود ، و مثل اخر ان المجتمع الزراعي تكون فيه الاسرة اكثر تماسك من اسرة مجمع برجوازي ، و يقول الشيوعيين ان الدليل على صحة النظرية في الواقع العربي قبل بدء اندثار الاعمال الزراعية و تقلص المجتمع الزراعي كان العمل يعيب الفتاة ، لكن بعد تقلص الحياة الزراعية و بدء حياة التجارة و الصناعة اصبح اهم شرط لتجد الفتاة زوجاً ، هو ان تكون موظفة ، رغم ان شيءا لم يتبدل سوى وسائل الانتاج ، و مازالت محور نقاش لم يحسم ، رغم ان هذا الجزء من الماركسية هو الأكثر تقبلاً ، لدى الفلاسفة المثاليين ، و رجال الدين ، حيث جاء في توصيات رجال دين كاثوليك ، انه يجب الاستفادة من الماركسية في فهم المجتمع ، و ذلك في مؤتمر ماذا بقي من الماركسية ، الذي عقد في اسبانيا ، عام 1998 ، لكن رغم ذلك مازالت الفلسفة المادية بشكل عام ، موضع نقاش .
في جوهر المادية التاريخية أن البناء الفوقي للمجتمع هو ناتج البناء التحتي ، حيث أن البناء التحتي للمجتمع هو مجموع علاقات المجتمع الاقتصادية ، و البناء الفوقي هو القوانين و الأخلاق و السياسات العامة ، و تعتبر الماركسية أن البناء الفوقي للمجتمع يعكس بنائه التحتي ، فمثلا في المجتمع الرأسمالي تتولد دولة تخدم المصالح الرأسمالية و أحزاب لا تتناقض مع الرأسمالية و تسن القوانين بما يخدم الرأسمالية ، و الجدير ذكره في الابحاث العربية كانت تصل لنتيجة أن رجال الدين يحورون الدين لصالح الطبقة الحاكمة ، فمثلاً في مصر عبد الناصر تم دعم العلاقات الاشتراكية و التأميم و الإصلاح الزراعي ، و في مصر مبارك كانت الخصخصة و الانتقال لاقتصاد السوق كذلك مدعومة بغطاء ديني ، و يأخذ الماركسيون على الأديان خدمتها لمصالح الطبقة الحاكمة ، ففي العصور الوسطى أستعمل الدين المسيحي الذي يدعو للمحبة و التسامح ، غطاء لما سمي بالحروب الصليبية التي ارتكب فيها مجازر بحق المسيحين الشرقيين قبل المسلمين ، و يرى بعض المفكرين الشيوعيين أن النظام البروليتاري سوف يحمي الأديان من التحريف قبل أن تبدأ بالاضمحلال تلقائياً ، لأن المجتمع الشيوعي يعزل فيه الدين عن الدولة ، و تصبح الدولة ملكا للشعب حيث أن الدولة كذلك تبدأ بالتلاشي ،وفق نظام شيوعي متطور ، و الدين يصبح للدين .
_____
المصادر
فريدريك أنجلس: أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة
جوزيف ستالين: المادية التاريخية و الدياليكتيكية
البروليتايا و تبسيط آخر
البروليتاريا :هو لقب نشأ في القرن التاسع عشر على الطبقة الفقيرة في فرنسا ابان حكم ماري انطوانيت، وإستخدمه كارل ماركس في الإشارة إلى الطبقة العاملة والتي لا تمتلك أدوات الإنتاج, و يرى ماركس في البروليتاريا العصرية هي الطبقى التي لا تملك و سائل إتاج من أطباء و مهندسين و عمال و كل من يبيع مجهوده العضلي أو الفكري ليعيش.